فيلم بيروت الغربية لزياد دويري الذي منع من العرض على شاشات التلفاز
فيلم بيروت الغربية من إخراج وتأليف زياد دويري والمنتج رشيد بوشارب، وشارك في بطولته كل من جوزيف بو نصار رامي دويري ومحمد شماس ورولا أمين. هو أحد أبرز الأفلام العربية التي دار حولها الكثير من النقاشات، ومن الأفلام التي اثارت جدلًا سياسيًا في العالم العربي، حيث منع من العرش على شاشات التلفزيون وحذف من على جميع المواقع الإلكترونية.
لمحة عن فيل بيروت الغربية
بيروت الغربية تم إنتاجه عام 1998م ، والفيلم ناطق باللغة العربية اللكنة اللبنانية ويصنف الفيلم على أنه فيلم درامي كوميدي، على الرغم من أن الفيلم يحتوي على كثير من المشاهد الحزينة إلا أنه بالرغم من ذلك يحمل الكثير من المفارقات المضحكة .
بيروت الغربية يتناول فترة الحرب الأهلية في بيروت، ويرسم الفيلم لوحات متعددة لهذه الفترة، يبدأ الفيلم بالتعرف على البطل طارق نويري وهو طالب في المرحلة الثانوية، والده يعمل في مزرعة ووالدته تعمل في المحكمة، كلا والديه مثقف كثيرًا .
طارق شاب مراهق يبحث عن المرح أينما ذهب، يقوم بالكثير من المقالب فيمن حوله، له صديق اسمه عمر يقوم معه بالكثير من المغامرات، تبدأ الحرب الأهلية ويتم تقسيم بيروت إلى منطقتين شرقية وغربية، المنطقة الشرقية خاصة بالمسيحيين ويمنع فيها دخول المسلمين، والمنطقة الغربية التي يسكن بها طارق وعمر هي المنطقة الغربية .ويرصد الفيلم حال اللبنانيين في هذه المرحلة الحرجة ، والحزن الذي يسيطر على الجميع بسبب ما يحدث في بيروت، في نفس الوقت يتعرف طارق على جارته الجديدة مي والتي يعرف أنها مسيحية، ولكنه لا يهتم بالأمر أبدًا .
تشترك مي في مغامرات طارق وعمر ، ولكن عمر على الدوام لا يعامل مي بطريقة جيدة لأنها مسيحية، ويسيطر عليه الخوف حتى لا يعلم أحد أنها مسيحية فيتم أذاها ، الوضع يزداد سوءًا في بيروت ، والقصف أصبح يوميًا ، الكثير من الأماكن تم تدميرها، وأغلق مدرسة طارق، وأغلقت المحكمة التي تعمل بها والدة طارق ، أيضا خسر والد طارق وظيفته .
وتسعى والدة طارق إلى إقناع والده بالسفر إلى الخارج ، ولكن والد طارق يرفض تمامًا السفر ويصر على البقاء في بيروت ، العنف يزداد في الشوارع والمسلحين يسيطرون على الطرقات .
أجواء الحرب والحزن تسيطر على كل من في الفيلم، خاصة طارق الذي لم يعد يتعرف على بلاده، أصبحت حركته محدودة ، ولم يعد يمرح كما مضى، حالة من التيه تسيطر على طارق وأصدقاؤه، ينتهي الفيلم بمشهد لطارق يمسك كاميرا الفيديو ويصور والدته تبتسم على أحد شواطئ بيروت .
ما وراء فيلم بيروت الغربية
ينظر نقاد إلى فيلم بيروت الغربية على أنه سيرةٌ ذاتيةٌ للمخرج الذي كان، خلال أشهر الحرب التي يصوّرها، في سنّ طارق. في حين يرى آخرون أن تلك الفترة تلخّص، في الوقت نفسه، سيرةً ذاتيةً قابلةً للتعميم. إذ إن طارق لا يتجوّل في الفيلم وحده بل بصحبة رفيقيه مي وعمر. اعتبر الثلاثة “الأمر مسرّةً لهم في البداية: يا أهلاً بالحرب إذا كانت ستقفل المدرسة. وهذا الفراغ والتجوال أتاحا لهم، معاً بعض الأحيان ومتفرّقين أحياناً أخرى، مراقبة ما يحدث من حولهم بأعينٍ بريئةٍ لاهيةٍ أوّل الأمر، ثم بالتدريج مهتمّةٍ متورّطة”. يقول زياد دويري: “السينما بالنسبة لي عالم كتير كبير، لحتى أقدر أحدده بجملة واحدة السينما لازم تكون بنفس الوقت تعبير شخصي عن الخبرات اللي أنت عشت فيها، عن المجتمعات اللي أنت عشت فيها، عن القصص اللي بتقرأها أو الأشياء اللي بتوحي لك، وبنفس الوقت قضية”.
يغذي دويري فيلمه بلحظات سخريةٍ وعفويةٍ في ظلّ أجواء الحرب، كمشهد الجارة التي تشتكي من إزعاج ديك جارها، والمظاهرة التي يشارك فيها المراهقون الثلاثة دون معرفة سببها، في حين يمنحون أنفسهم لحظة أمانٍ خلال عبورهم من قسمٍ في بيروت إلى آخر بمجرّد التلويح بحمالة صدر. ويذهب البعض إلى أن نجاح الفيلم، الذي يمتد لنحو 105 دقيقة، يعود إلى بساطة المعالجة التي اتسم بها، إذ لم يشأ المخرج أن ينحصر في شؤون السياسة اللبنانية المحلية، فروى حكاية الحرب من خلال الحياة اليومية وليس من خلال المعارك السياسية، فكان “بدء الحرب فرصةً للهو وللغياب عن المدرسة، وهي فرصةٌ لا تعوّض للمراهقين، خصوصاً أن خوف الناس وبطالتهم يؤديان إلى خلخلةٍ في النظام”. وبالتالي لم يكن دويري مهتماً بصنع سينما “يشاهدها عشرة أشخاص ويصفقون لها، فتعتبر (سينما مثقفين) وتوضع في المتحف كجزءٍ من تاريخٍ ما”.
نقد فيلم بيروت الغربية
بيروت الغربية فيلم عميق ويحمل العديد من الرسائل، وفاز الفيلم بجائزة فرانسوا شايله في مهرجان كان السينمائي عام 1998، الفيلم يقترب كثيرًا من أن يكون سيرة ذاتية للمخرج والمؤلف زياد دويري .
فقد كتب الفيلم ليوثق بداية الحرب الأهلية في لبنان، وكان حينها زياد في نفس عمر طارق بطل الفيلم، وهو ما جعل النقاد يتعاملون مع الفيلم على أنه يلخص حياته وعلى أنه سيرة ذاتية ولكنها قابلة للتعميم .
جديرا بالذكر أن الفيلم لا يتناسب تمامًا مع أشخاص أقل من 18 عام ، وذلك لأنه يحتوي على الكثير من الألفاظ الخادشة للحياء ، وكذالك يتناول بعض المشكلات بطريقة جريئة مثل الدين والحب والسياسة .
أبطال فيلم بيروت الغربية
- جوزيف بو نصار بدور أبو طارق: هو ممثل له العديد من المشاركات في المسلسلات والسينما . في طفولته عشق جوزف بو نصار قراءة الكتب،
شرارة الإنطلاق كانت في العام 1967 مع منير أبو دبس حيث بدأ كطالب، ثم سافر إلى بولندا عند ييجي غروتفسكي ومن بعدها إلى باريس: وفي العام 1980 عاد إلى بيروت وأسس أول فرقة مسرحية خاصة به في منطقة الجديدة في ضاحية بيروت الشمالية. ومنذ تلك الفترة تنوعت أعماله ما بين الإخراج وإعداد النصوص والتمثيل
- رامي دويري بدور طارق: هو ممثل لبناني، شارك بالتمثيل في فيلم بيروت الغربية إنتاج عام 1998، وقام في العمل بدور (طارق).
- رولا الأمين بدور مي
- محمد شماس بدور عمر
- ليلى كرم بدور أم وليد: هي ممثلة لبنانية، مواليد عام 1928، بدايتها كانت من خلال العمل في إذاعة الشرق الأدنى اللبنانية في عام 1956، قبل أن تنتقل للعمل بالتلفزيون من خلال مسلسل (كانت أيام) عام 1964، لتتوالى بعدها أعمالها ما بين السينما والتلفزيون والتي من أبرزها (نساء في العاصفة، البخلاء، عصابة النساء)، وافتها المنية في بيروت عام 2008.
- كارمن لبس بدور أم طارق: هي ممثلة لبنانية. درست التمثيل في معهد الفنون الجميلة في عام 1989، والتقت بالفنان زياد الرحباني الذي كان له الفضل في توجيهها بشكل كبير، والذي عملت معه في مسرحيات (لولا فسحة الأمل) و(بخصوص الكرامة والشعب العنيد)، كما درست التصوير السينمائي في 1990 في جامعة أكسفورد، كما درست بمدرسة المسرح والسينما بباريس في عام 2003. شاركت في بطولة العديد من الأفلام السينمائية الهامة في لبنان، من بينها (بيروت الغربية، معارك حب، ليلي قالت، زوزو). كانت عضوة بمجلس نقابة الممثلين في لبنان في الفترة من عام 2005 وحتى 2010.
- ليليان نمري بدور الجارة: ممثلة لبنانيةبدأت مشوارها الفني عندما اعتلت خشبة المسرح لاول مرة مع والدها الفنان الكوميدي الراحل شرنو وهي في سن الست سنوات
توالت اعمالها وقدمت اعمالا مع الراحل ابو ملحم مباشرة على الهواء حتى قامت بدور كوميدي في مسلسل العائلة السعيدة وقلدت والدتها الراحلة الفنانة القديرة علياء نمري
وغابت فترة وجيزة بسبب الدراسة عن التمثيل حتى عادت بمسلسل المعلمة والاستاذ للراحلين ابراهيم مرعشلي والاميرة هند ابي اللمع ريمي ..قدمت اعمالا مسرحية ومسلسلات عدة ومسرحيات و خمسة افلام سينمائية. ومن أهم اعمالها السينمائية، شو بيت يا بك ..لا بينشرى ولا بينباع ..استراحة اميركية في الاراضي اللبنانية ..عفو والوحش ..بنت السلطان ..هيك بدو الشعب.
(اقرأ أيضا :ما هي صفات امرأة برج الأسد وأهم مميزاتها؟)
هذا الفيلم عميق جدا ومليء بالمعنى.