شهر رمضان هو واحد من أكثر الشهور المباركة والخاصة في العالم الإسلامي. يعتبر هذا الشهر فرصة للمسلمين للتقرب من الله وزيادة الطاعات والاجر. هناك العديد من الأحاديث النبوية والآيات القرآنية التي تشير إلى فضل هذا الشهر. في هذه المقالة، سنتحدث عن فضل شهر رمضان وعن فضل الصيام في شهر رمضان.
فضل شهر رمضان
يعد شهر رمضان من الأشهر الهجرية القمرية، وهو تاسع شهور السنة الهجرية. وهو شهر متميز بمكانته الدينية والروحية في قلوب المسلمين حول العالم. وفي هذه الفقرة سنتناول الحديث عن فضائل هذا الشهر الكريم.
- شهر القرآن:
قال سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان. ولهذا يُعتبر رمضان هو الشهر الذي أُنزل فيه القرآن للهداية والنور للبشرية.
- شهر الطاعة والعبادة:
يجتهد المسلمون خلال هذا الشهر في تقربهم إلى الله من خلال الصيام والقيام وكثرة الدعاء والاستغفار.
- فرصة للتطهير والتخلص من الذنوب:
يُعتبر رمضان فرصة ذهبية للتطهير من الذنوب والخطايا وزيادة الطاعات، وتقوية العلاقة بين الإنسان وربه.
- ليلة القدر:
تعتبر ليلة القدر من أفضل الليالي في السنة، حيث قال الله تعالى: “لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ”. وتسعى جموع المسلمين لاستغلال هذه الليلة في العبادة والتقرب إلى الله.
- شهر التكفير والزكاة:
يقوم المسلمون خلال هذا الشهر بدفع زكاة الفطر وكذلك يُشجعون على الإحسان ومساعدة الفقراء والمحتاجين.
- فرصة للتربية والتزكية النفسية:
من خلال الصيام، يتعلم المسلم الصبر والتحكم في النفس وكبح جماح الرغبات، وهو ما يعود عليه بالنفع في جميع جوانب حياته.
- تعزيز روح الأخوة والتكافل الاجتماعي:
يُظهر رمضان روح التكافل والتعاضد بين المسلمين، حيث يشاركون الإفطار معا ويزورون بعضهم البعض ويسعون لمساعدة من هم في حاجة.
فضل الصيام في شهر رمضان
الصيام في شهر رمضان من أركان الإسلام الخمسة وله فضائل عظيمة، كما أتت الأحاديث النبوية بتبيين فضل هذا الشهر الكريم وفضل الصيام فيه. إليك بعض فضائل الصيام في شهر رمضان، والتي تُظهر أهمية هذا الركن العظيم والتقرب من الله تعالى به، وتحقيق التطهير والتزكية للنفس:
- غفران الذنوب: قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من صام رمضان إيمانا واحتسابا غُفر له ما تقدم من ذنبه” [رواه البخاري ومسلم].
- الصيام جُنة: قال النبي صلى الله عليه وسلم: “الصوم جنة، فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابه أحد أو قاتله فليقل: إني صائم” [رواه البخاري ومسلم].
- فتح أبواب الجنة: قال النبي صلى الله عليه وسلم: “إذا كان أول ليلة من شهر رمضان، صُفِّدت الشياطين ومردة الجن، وغلقت أبواب النار فلم يفتح منها بابٌ، وفُتِّحت أبواب الجنة فلم يغلق منها بابٌ” [رواه الترمذي].
- الدعاء المستجاب: قال النبي صلى الله عليه وسلم: “ثلاثة لا ترد دعوتهم: الصائم حتى يفطر” [رواه الإمام أحمد].
- الأجر المضاعف: قال النبي الكريم: كل عمل ابن آدم يضاعف، الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف. وقال الله تعالى: إلا الصوم، فإنه لي وأنا أجزي به. [رواه البخاري ومسلم].
- الفرحتان للصائم: قال صلى الله عليه وسلم: “للصائم فرحتان: فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه” [رواه مسلم].
فضل إطعام الناس في شهر رمضان
إطعام الناس وخصوصا الصائمين في شهر رمضان له فضل عظيم وأجر مضاعف، وقد جاءت الأحاديث النبوية لتبين فضل هذا العمل وتشجيع المسلمين عليه:
- أجر الصائم بدون نقصان: عن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من فطر صائما كان له مثل أجره، غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئًا” [رواه الترمذي وقال: هو حديث حسن صحيح].
- التخفيف عن المحتاج: عندما تقوم بإطعام الناس، خصوصا الفقراء والمحتاجين، فإنك تكون قد ساهمت في تخفيف عبء الحياة عنهم.
- التواصل الاجتماعي وروح التكافل: إطعام الناس يعزز من روابط الأخوة الإسلامية وينمي روح التكافل والتعاضد بين أفراد المجتمع، وهذا ما يحث عليه الإسلام.
- متابعة سنة النبي صلى الله عليه وسلم: كان النبي صلى الله عليه وسلم يُحرِّز على إطعام الناس والصدقة، وخصوصا في شهر رمضان.
- تقوية الروابط وتكريس قيم التعاون: عندما تقدم الطعام للأقارب والجيران والأصدقاء، فإن ذلك يساهم في تقوية العلاقات الاجتماعية وتعزيز قيم التعاون والمحبة بين الناس.
- التربية على الكرم والسخاء: إطعام الناس والتبرع بالطعام يعلم الأجيال الجديدة قيم الكرم والسخاء، ويشجعهم على اتباع هذه السنن الحسنة في المستقبل.
الأعمال المستحبة في شهر رمضان
شهر رمضان هو شهر الخير والبركة، وفيه تتضاعف الأجور وتكثر الطاعات. هناك العديد من الأعمال المستحبة التي يُشجع على فعلها في هذا الشهر الفضيل:
- الصيام: وهو ركن من أركان الإسلام، وهو فرض في شهر رمضان على كل مسلم بالغ عاقل قادر.
- قيام الليل (التراويح): وهي صلاة يُستحب فيها أداء عشرين ركعة، وفي بعض المذاهب الإسلامية تُؤدى ثمان ركعات.
- قراءة القرآن: يُستحب في هذا الشهر الكريم قراءة القرآن وتدبر آياته.
- الإحتساب عند الصيام والقيام: أي التوجه لله بالنية الصادقة في العبادة طلبا لثوابه ورغبةً في مرضاته.
- الإكثار من الدعاء: وخاصة في آخر الليل وأثناء الإفطار.
- الإكثار من الصدقات: وخصوصاً صدقة الفطر التي تجب على كل مسلم.
- اعتكاف العشر الأواخر: حيث يعتكف الشخص في المسجد خلال العشر الأواخر من رمضان، خصوصا في ليالي القدر.
- الإكثار من الاستغفار والذكر: تكرار الأذكار مثل “سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر”.
- تحفيز أفراد الأسرة على القيام والصيام وتشجيعهم على العبادة.
- تقديم الإفطار للصائمين
- تجنب الأفعال السيئة: مثل الغيبة، النميمة، الكذب وغيرها من الأمور التي تفسد الصيام وتقلل من ثوابه.
- زيادة الصلاة على النبي محمد صلى الله عليه وسلم: وذلك للحصول على البركة والثواب.
هذه بعض الأعمال المستحبة في شهر رمضان، والتي تجلب البركة والأجر للمسلم. والأهم من ذلك كله هو الإخلاص في النية والبعد عن المعاصي والتقرب من الله بكل الأعمال الصالحة.
لماذا تتغير مواعيد شهر رمضان في كل عام؟
تتغير مواعيد شهر رمضان في كل عام بسبب الفروق بين التقاويم الشمسية والقمرية. لتفهم السبب بشكل أكثر تفصيلا ، اقرأ الشرح التالي:
التقويم الهجري: هو التقويم الذي يتم الاعتماد عليه لتحديد مواعيد الأشهر الإسلامية، وهو تقويم قمري. يعتمد هذا التقويم على الأشهر القمرية، حيث يتم اعتبار الشهر الواحد الفترة التي يستغرقها القمر لدورانه حول الأرض مرة واحدة، وهو ما يقارب 29.5 يوم.
التقويم الميلادي (أو الشمسي): هو التقويم الذي يستخدم في معظم دول العالم للأغراض المدنية. يعتمد هذا التقويم على دورة الأرض حول الشمس، وهي تستغرق حوالي 365.25 يوما.
نتيجة لذلك، يكون هناك فارقا بين الشهرين. الشهر الهجري القمري ، أقل بحوالي 10 أيام تقريبا من الشهر الميلادي الشمسي. هذا يعني أن السنة الهجرية أقصر من السنة الميلادية بحوالي 10 أيام. وبالتالي، عندما نقارن مواعيد شهر رمضان بالتقويم الميلادي، نجد أنه يأتي كل عام قبل الموعد السابق بحوالي 10 أيام.
لذلك، نرى أن شهر رمضان يتنقل خلال فصول السنة المختلفة على مر الأعوام في التقويم الميلادي، وهذا يعطي المسلمين تجربة فريدة في كل مكان حول العالم، حيث يمكن أن يصادف الصيام أطول أيام السنة في بعض الأحيان، وأقصرها في أحيان أخرى.
الختام
شهر رمضان هو شهر فضيل للغاية ، وقد تحدثنا عن فضائل شهر رمضان وفضل الصيام. وفي الختام، يجب القول بأن شهر رمضان هو فرصة نادرة للمسلم لتجديد النية والعودة إلى الله بقلب صادق. وعلى المسلم أن يستغل هذا الشهر في تقوية علاقته بالله، وفي الاستعداد لما بعده من الأشهر، حتى تكون حياته كلها في طاعة الله.