تعتبر شخصيات المقاومة والصمود رموزا حية للشجاعة والتضحية في تاريخ العالم. ومن بين هؤلاء الأبطال الذين قدموا أرواحهم فداء لأرضهم وشعوبهم يبرز اسم “علي نسمان” بوصفه إحدى الشخصيات البارزة في مسيرة المقاومة ضد الاحتلال. تاريخه المليء بالتضحية والتحفيز والدعم يسجله في ذاكرة الأجيال المتعاقبة كشاهد على شجاعة الأفراد وقدرتهم على مواجهة التحديات القاسية.
علي نسمان
علي عبدالله حسن النسمان هو ناشط سياسي وكوميدي ومدون فلسطيني، ولد في 15 أبريل من عام 1985 وانتقل الى رحمة الله تعالى في 13 أكتوبر من عام 2023.
كان يحفز علي نسمان الناس على منصات التواصل الأجتماعي كونه مدونا فلسطينيا ، وقد نشط ضد الاحتلال الإسرائيلي واتفاقية أوسلو التي تقوده السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية. ولهذا كان يعتبر من أبرز النشطاء الموثقين ضمن عملية طوفان الأقصى.
عُرف الفنان علي نسمان بتوثيق جرائم الاحتلال في غزة باستخدام هاتفه المحمول الذي تحدث من خلاله عن هموم المواطنين وعدوان الاحتلال على غزة ، وقد بذل جهودا كبيرة في تحفيز الناس على الصمود في مواجهة الاعتداءات.
للصمود والتحدي.
كان يتمتع بروح قوية لا تعرف الاستسلام. في وجه التحديات الصعبة، كان يشعل شرارة الأمل والثبات في قلوب الناس. كان يؤمن بأن القوة الحقيقية تكمن في القدرة على التحدي والصمود أمام الصعاب.
علي نسمان كان يعلم بصعوبة الموقف ، ولكنه لم يستسلم للظروف القاسية. كان يقف بثبات أمام العدو ويقاوم الظلم بكل قوته.
حياته ونشأة
ولد علي نسمان في غزة ، وهو ينحدرُ الى شمال مدينة غزة وقد قضى هناك سنين عمره. أنهى نسمان الثانوية العامة وحصل بعد ذلك على شهادة البكالورويس في إدارة المال والأعمال ثم حصل على الدبلوم في إدارة المنظمات.
عمل نسمان في مجال النجارة وبالإضافة إلى نشاطه على مواقع التواصل الاجتماعي فقد شارك أيضا في عدة مسلسلات فلسطينية مثل مسلسل بوابة السماء ومسلسل الروح ومسلسل الفدائي ومسلسل شارة نصر جلبوع الذي تحدث عن قصة الأسرى الستة الذين قاموا بحفر النفق ونيل حريتهم من سجن جلبوع في سبتمبر أيلول من عام 2021.
وكان نسمان نشطا على مواقع التواصل الاجتماعي وقد رصد يوميات قطاع غزة منذ إطلاق المقاومة عملية “طوفان الأقصى” يوم السبت الماضي وما تبعها من غارات إسرائيلية على غزة.
اغتيال
نال علي نسمان شرف الشهادة خلال قصف غادر إسرائيلي ضمن فترة عملية طوفان الأقصى ، حيث تم استهدافه في محل اقامته في غزة.
وقد كان علي نسمان قبل وفاته قد صور مقطع فيديو ونشره عبر منصات التواصل الاجتماعي يدين فيه إسرائيل لقصفها المدنيين بقطاع غزة ، وقد تحدث من خلال مقطع فيديو عن حتمية النصر أو الشهادة.
وسادت حالة من الحزن بعد إعلان خبر استشهاد نسمان، وعلق متابعوه على مقاطع الفيديو السابقة له معبرين عن حزنهم عليه ومواصلتهم لدربه.
فعالية ونشاط علي نسمان ضمن عملية طوفان الاقصى
رصد نسمان شوارع غزة بعد القصف، واستمر في نشر مقاطع فيديو يومية من تحت القصف في غزة، لينقل إلى متابعيه والعالم ما يحدث على الأرض من صمود أهل غزة رغم التدمير، مؤكدا على أن أهل قطاع غزة رؤسهم مرفوعة.
وقد ظهر نسمان في مقاطع كثيرة عبر حساباته الرسمية على منصات التواصل الاجتماعي موثقا أحداث الحرب والدمار والجهاد.
كلمات علي نسمان كانت كالصواريخ تنير سماء الصمود، وتحفز النفوس على مواجهة التحديات بكل شجاعة. كان يتحدث بلهجة المقاومة، ويدعو الناس إلى النضال والصمود في وجه المغتصب.
شخصية
لقد كان علي نسمان رمزا ااقوة والإصرار. فقد كانت شخصيته المتميزة تتسم بالقوة الداخلية والتحدي ، وكلماته كانت تنبعث منها شغف وإصرار يحرك النفوس ويحفز الناس على الصمود والتحدي في وجه الصعاب.
كانت كلمات علي نسمان تحمل في طياتها روح المقاومة والتصميم على تحقيق الحرية. بصوته القوي وثقته العميقة، كان يلقي خطابات ملهمة تدعو إلى الصمود وعدم الاستسلام. كان يرفع شعار الحق والعدل بكل قوة ويحث الناس على الوقوف صفا واحدا في وجه الظلم والاستعمار.
إن إصرار علي نسمان كان جبارا. لم يتردد لحظة في مواجهة التحديات والمخاطر، بل كان يتحدى الصعاب ويتخطاها بثبات وعزيمة لا مثيل لها. كان يعلم أن الطريق إلى الحرية مليء بالتضحية والمعاناة، ولكنه لم يستكين أو يستلم لليأس. بل كان يحث الناس على تجاوز حدودهم وتحقيق المستحيل.
كانت كلماته تروي قصة الصمود والتحدي، وتحرك القلوب وتحفز العقول. كان يعلم أن الكلمة الصادقة والمليئة بالشجاعة قادرة على تغيير الواقع وتحريك الجبال. وبفضل روحه القوية وكلماته الملهمة، استطاع أن ينقل رسالته ويحفز الناس على الثبات والنضال.
التفاعل مع خبر استشهاد علي نسمان
انتشرت حالة من الحزن على مواقع التواصل الاجتماعي بعد الإعلان عن استشهاد الفنان الفلسطيني علي نسمان، جراء القصف الإسرائيلي على قطاع غزة. ونشر عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع توثق وفاة الفنان الفلسطيني جراء إحدى الغارات الإسرائيلية كما تداولوا الفيديو الأخير له قبل وفاته بدقائق.
عمت حالة واسعة من الحزن بعد إعلان خبر استشهاد علي نسمان، وقد تفاعل كثيرون على منصات التواصل مع خبر استشهاده.
في ذكرى علي نسمان
علي نسمان رمز الشجاعة والتضحية، وشهيدنا المحبوب الذي أرسى بصماته العميقة في مسيرة المقاومة. إنه الرجل الذي لم يتردد لحظة في مواجهة الاحتلال والدفاع عن أرضه وعرضه. كانت إرادته الصلبة وإيمانه العميق بالعدالة والحرية هما الدافعان الذين أطلقاه نحو المواجهة المباشرة مع القوى الغازية.
كان علي نسمان قائدا وانشطا مخلصا وروحا قوية تتجلى في كل حركة وقرار اتخذه. كان يمتلك الحنكة والذكاء في تحليل المواقف واختيار الكلمات المناسبة للتصدي للعدو. لم يتردد لحظة في التضحية بنفسه من أجل أمته وشعبه، وكان يتحلى بالشجاعة الفائقة في كل مرة يتحدث فيها.
علي نسمان ليس مجرد شهيد، بل هو رمزا للإلهام والأمل للأجيال القادمة. باستشهاده العظيم، سيشعل نار الثورة في قلوب الشباب وبكلماته القوية سيلهمهم الوقوف بوجه الظلم والقهر. فقد كان قدوة حية للتضحية والتصميم والإيمان بقضية الحرية.
إن إرث علي نسمان سيظل خالدا، فهو يعلمنا أن الحرية لا تأتي بسهولة، بل تتطلب تضحية وتصميما مطلقا. إنه شهيدنا المحبوب الذي ستستمر قصته في إلهام الأجيال القادمة وستذكرهم بأهمية الثبات والصمود في وجه الاستعمار والظلم.
فليحفظ الله علي نسمان ، ولنستمد القوة والعزيمة من رحيله العظيم. فإنه رمز للشجاعة والإيمان، وسيبقى في قلوبنا شهيدا محبوبا ينير درب الحق والعدل.
الختام
رحيل علي نسمان بعد مقاومته الباسلة وصموده العنيد يؤكد أن أرواح المقاومين لا تموت، بل تستمر في العيش داخل قلوب الأجيال المقبلة. من خلال تضحيته، أصبح علي نسمان رمزا للرجولة والإرادة الصلبة في وجه الظروف الصعبة. لن تنسى فلسطين قصته وإرثه، وستبقى ذكراه خالدة في مسيرة الحرية والعزة. في زمن اليأس والضياع، يبقى علي نسمان مصدر إلهام لنا جميعا. إن قوته وإصراره تذكرنا بأهمية الصمود والتحدي في وجه الصعاب. فلنستلهم من شخصيته القوة والثبات، ولنعمل جميعا على تحقيق الحرية والعدالة التي كان يؤمن بها.
